اول تعليق رسمي حول الفيلم المثير للجدل '' دبوس الغول ''

 


بعد الضجة الكبيرة التي أثارتها إحدى لقطات فيلم "دبوس الغول"، نشر الممثل التونسي محمد مراد تدوينة مطولة عبر خاصية "ستوري" على حسابه الرسمي بمنصة إنستغرام، عبّر فيها عن موقفه مما حدث، وقدّم توضيحات للرأي العام بشأن سياق المشهد الذي أثار الجدل.

خروج المشهد عن سياقه الأصلي

وأوضح محمد مراد أن المشهد الذي انتُقد بشدة، تم إخراجه من سياقه الأصلي، مما أدى إلى فهمه بطريقة مشوهة. وأشار إلى أن الفيلم مقتبس عن رواية "علي الدوعاجي"، أحد أعمدة الأدب التونسي الحديث المعروفين بنقدهم الساخر للواقع الاجتماعي والسياسي بأسلوب فكاهي لاذع.

وأضاف مراد أن السيناريو قد تم دعمه من قبل وزارة الثقافة التونسية والدولة، وعُرض لأول مرة في إطار تظاهرة "أيام قرطاج السينمائية" سنة 2021، مما يؤكد الطابع الجاد والرسمي للعمل.

رسالة الاعتذار والتوضيح

في نص تدوينته، اعتذر محمد مراد لكل من شعر أن المشهد يمس من معتقداته الدينية أو الرمزية، مؤكداً أن النية من المشهد لم تكن أبداً استفزازية أو تهكمية تجاه الأديان، بل كان الهدف الأسمى هو السخرية من الواقع التونسي، وتسليط الضوء على بعض الاختلالات الاجتماعية والسياسية بطريقة فنية.

وقال مراد:

"أعتذر من أي شخص تمسّ معتقداته أو دينه. مش هذا الهدف، الهدف كان السخرية على الواقع التونسي وخاصة الواقع البيئي".

كما شدد على أن الحكم على لقطة معزولة دون مشاهدة الفيلم كاملاً، قد يؤدي إلى فهم خاطئ للرسالة الحقيقية، قائلاً:

"بالطبيعة كي تشوف لقطة تترك من الفيلم ما تنجمش تفهم القصة".

وختم تدوينته بطلب المسامحة قائلًا:

"عذراً مرة أخرى".

تفاعل واسع ونقاش متجدد

لاقى منشور محمد مراد تفاعلاً واسعاً، بين من تفهم موقفه ورأى في اعتذاره خطوة تحترم الجمهور، ومن اعتبر أن التوضيحات لم تكن كافية لتبرير ما وصفوه بـ"تجاوز خط أحمر ثقافي وديني".

هذا الجدل أعاد إلى الواجهة النقاش الدائم حول حدود حرية التعبير في الأعمال الفنية، ومدى قدرة الجمهور على تقبل النقد الاجتماعي حينما يتخذ طابعًا ساخرًا يمسّ الرموز بطريقة غير مباشرة.

Tags: